فصل: الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم ويطيب لهم نساءهم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السهيلي:

.ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم:

قد تقدم أن نجران عرفت بنجران بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان وأما أهلها فهم بنو الحارث بن كعب من مذحج.
أسماء وفد نجران ومعتقدهم ومجادلتهم الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: فكانت تسمية الأربعة عشر الذين يئول إليهم أمرهم العاقب وهو عبد المسيح والسيد وهو الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أخو بني بكر بن وائل، وأوس والحارث وزيد وقيس، ويزيد ونبيه وخويلد وعمرو، وخالد وعبد الله ويحنس في ستين راكبا، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب عبد المسيح والأيهم السيد- وهم من النصرانية على دين الملك مع اختلاف من أمرهم يقولون هو الله ويقولون هو ولد الله ويقولون هو ثالث ثلاثة. وكذلك قول النصرانية.
فهم يحتجون في قولهم هو الله بأنه كان يحيي الموتى، ويبرئ الأسقام ويخبر بالغيوب ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا، وذلك كله بأمر الله تبارك وتعالى: {ولنجعله آية للناس}.
ويحتجون في قولهم إنه ولد الله بأنهم يقولون لم يكن له أب يعلم وقد تكلم في المهد وهذا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله.
ويحتجون في قولهم إنه ثالث ثلاثة بقول الله فعلنا، وأمرنا، وخلقنا، وقضينا، فيقولون لو كان واحدا ما قال إلا فعلت، وقضيت، وأمرت، وخلقت، ولكنه هو وعيسى ومريم. ففي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن- فلما كلمه الحبران، قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلما، قالا: قد أسلمنا، قال إنكما لم تسلما، فأسلما، قالا: بلى، قد أسلمنا قبلك. قال كذبتما، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا: فمن أبوه يا محمد؟ فصمت عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم- فلم يجبهما.

.تأويل {كن فيكون}:

ذكر فيه قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم من أبوه يا محمد يعنون عيسى، فأنزل الله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله} إلى قوله: {كن فيكون} وفيها نكتة فإن ظاهر الكلام أن يقول: خلقه من تراب ثم قال له كن فكان فيعطف بلفظ الماضي على الماضي، والجواب أن الفاء تعطي التعقيب والتسبيب فلو قال فكان لم تدل الفاء إلا على التسبيب وأن القول سبب للكون فلما جاء بلفظ الحال دل مع التسبيب على استعقاب الكون للأمر من غير مهل وأن الأمر بين الكاف والنون قال له كن فإذا هو كائن واقتضى لفظ فعل الحال كونه في الحال فإن قيل وهي مسألة أخرى: إن آدم مكث دهرا طويلا، وهو طين صلصال وقوله للشيء كن فيكون يقتضي التعقيب وقد خلق السموات والأرض في ستة أيام وهي ستة آلاف سنة فأين قوله كن فيكون من هذا؟
فالجواب ما قال أهل العلم في هذه المسألة وهو أن قول الباري سبحانه كن يتوجه إلى المخلوق مطلقا ومقيدا، فإذا كان مطلقا كان كما أراد لحينه وإذا كان مقيدا بصفة أو بزمان كان كما أراد على حسب ذلك الزمان الذي تقيد الأمر به فإن قال له كن في ألف سنة كان في ألف سنة وإن قال له كن فيما دون اللحظة كان كذلك. اهـ.

.قال في الميزان:

منزلة عيسى عند الله وموقفه في نفسه:
كان عليه السلام عبدا لله وكان نبيا سورة مريم آية 30.
وكان رسولا إلى بني إسرائيل آل عمران آية 49.
وكان واحدا من الخمسة أولي العزم صاحب شرع وكتاب وهو الإنجيل الأحزاب آية 7 الشورى آية 13 المائدة آية 46.
وكان سماه الله بالمسيح عيسى آل عمران آية 45.
وكان كلمة لله وروحا منه النساء آية 171.
وكان إماما الأحزاب آية 7.
وكان من شهداء الأعمال النساء آية 159 المائدة آية 117.
وكان مبشرا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصف آية 6.
وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين آل عمران آية 45.
وكان من المصطفين آل عمران آية 33.
وكان من المجتبين وكان من الصالحين الأنعام آية 87- 85.
وكان مباركا أينما كان وكان زكيا وكان آية للناس ورحمة من الله وبرا بوالدته وكان مسلما عليه مريم آية 33 وكان ممن علمه الله الكتاب والحكمة آل عمران آية 48 فهذه اثنتان وعشرون خصلة من مقامات الولاية هي جمل ما وصف الله به هذا النبي المكرم ورفع بها قدره. اهـ.

.كلام نفيس لابن القيم عن عقيدة النصارى:

قال عليه الرحمة:
المثلثة: أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبّة ما سبّه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي {لم يلده ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد}، ولم يجعلوه أكبر من كل شيء، بل قالوا فيه ما {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}، فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها: إن الله ثالث ثلاثة، وإن مريم صاحبته، وإن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى، إلى أن قتل ومات ودفن، فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا!.
فدينهم: شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير. اهـ.

.فصل: أساس دين النصارى قائم على شتم الله والشرك به خرافة الفداء:

وإن كان المعير للمسلمين من أمة الضلال وعبّاد الصليب والصور المدهونة في الحيطان والسقوف.
فيقال له: ألا يستحيي من أصل دينه الذي يدين به: اعتقاده أن رب السموات والأرض- تبارك وتعالى- نزل عن كرسي عظمته وعرشه، ودخل في فرج امرأة تأكل وتشرب وتبول وتتغوط وتحيض، فالتحم ببطنها، وأقام هناك تسعة أشهر، يتلبط بين نجو وبول ودم طمث، ثم خرج إلى القماط والسرير، كلما بكي ألقمته أمه ثديها، ثم انتقل إلى المكتب بين الصبيان، ثم آل أمره إلى لطم اليهود خديه، وصفعهم قفاه، وبصقهم في وجهه، ووضعهم تاجًا من الشوك على رأسه، والقصبة في يده، استخفافًا به وانتهاكًا لحرمته.
ثم قربوه من مركب خص بالبلاء راكبه، فشدوه عليه، وربطوه بالحبال، وسمروا يديه ورجليه، وهو يصيح ويبكي ويستغيث من حر الحديد وألم الصلب.
هذا وهو الذي خلق السموات والأرض، وقسم الأرزاق والآجال، ولكن اقتضت حكمته ورحمته أن يمكن أعداءه من نفسه لينالوا منه ما نالوا، فيستحقوا بذلك العذاب والسجن في الجحيم، ويفدي أنبياءه ورسله وأولياءه بنفسه، فيخرجهم من سجن إبليس، فإن روح آدم وإبراهيم ونوح وسائر النبيين عندهم كانت في سجن إبليس في النار، حتى خلصها من سجنه بتمكينه أعداءه من صلبه.
وأما قولهم في مريم، فإنهم يقولون: إنها أم المسيح ابن الله في الحقيقة، ووالدته في الحقيقة، لا أم لابن الله إلا هي، ولا والدة له غيرها، ولا أب لابنها إلا الله، ولا ولد له سواه، وإن الله اختارها لنفسه ولولادة ولده وابنه من بين سائر النساء، بأنها حبلت بابن الله، وولدت ابنه الذي لا ابن له في الحقيقة غيره، ولا والد له سواه، وإنها على العرش جالسة عن يسار الرب تبارك وتعالى والد ابنها، وابنها عن يمينه.
والنصارى يدعونها، ويسألونها سعة الرزق، وصحة البدن، وطول العمر، ومغفرة الذنوب، وأن تكون لهم عند ابنها ووالده، الذي يعتقد عامتهم أنه زوجها، ولا ينكرون ذلك عليهم، سورًا وسندًا وذخرًا وشفيعًا وركنًا، ويقولون في دعائهم: يا والدة الإله اشفعي لنا. وهم يعظمونها ويرفعونها على الملائكة وعلى جميع النبيين والمرسلين، ويسألونها ما يسأل الإله من العافية والرزق والمغفرة، حتى أن اليعقوبية يقولون في مناجاتهم لها: يا مريم، يا والدة الله، كوني لنا سورًا وسندًا وذخرًا وركنًا، والنسطورية يقولون: يا والدة المسيح كوني لنا كذلك!، ويقولون لليعقوبية: لا تقولوا يا والدة الإله، وقولوا: يا والدة المسيح، فقالت لهم اليعقوبية: المسيح عندنا وعندكم إله في الحقيقة، فأي فرق بيننا وبينكم في ذلك؟، ولكنكم أردتم مصالحة المسلمين ومقاربتهم في التوحيد.
هذا؛ والأوقاح الأرجاس من هذه الأمة تعتقد أن الله سبحانه اختار مريم لنفسه ولولده، وتخطاها كما يتخطى الرجل المرأة.
قال النظام بعد أن حكى ذلك عنهم: وهم يفصحون بهذا عند من يثقون به، وقد قال ابن الأخشيد هذا عنهم في المعونة، وقال: إليه يشيرون، ألا ترون أنهم يقولون: من لم يكن والدًا يكون عقيمًا، والعقم آفة وعيب، وهذا قول جميعهم، وإلى المباضعة يشيرون، ومن خالط القوم وطاولهم وباطنهم عرف ذلك منهم، فهذا كفرهم وشركهم برب العالمين، ومسبتهم له، ولهذا قال فيهم أحد الخلفاء الراشدين: أهينوهم ولا تظلموهم، فلقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث الصحيح أنه قال: «شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وكذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته».
فلو أتي الموحدون بكل ذنب، وفعلوا كل قبيح، وارتكبوا كل معصية؛ ما بلغت مثقال ذرة في جنب هذا الكفر العظيم برب العالمين، ومسبته هذا السب، وقول العظائم فيه.
فما ظن هذه الطائفة برب العالمين أن يفعله بهم إذا لقوه: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}، ويسأل المسيح على رؤس الأشهاد وهم يسمعون: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله}؟، فيقول المسيح مكذبًا لهم ومتبرئًا منهم: {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ أنك أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

.فصل: النصارى مخالفون للمسيح في كل فروع دينهم أيضا:

في الطهارة والصلاة والصوم وأكل الخنزير وتعليق الصليب.
فهذا أصل دينهم وأساسه الذي قام عليه.
وأما فروعه وشرائعه: فهم مخالفون للمسيح في جميعها، وأكثر ذلك بشهادتهم وإقرارهم، ولكن يحيلون على البطارقة والأساقفة، فإن المسيح صلوات الله وسلامه عليه كان يتدين بالطهارة، ويغتسل من الجنابة، ويوجب غسل الحائض، وطوائف النصارى عندهم أن ذلك كله غير واجب، وأن الإنسان يقوم من على بطن المرأة، ويبول، ويتغوط، ولا يمس ماء، ولا يستجمر، والبول والنجو ينحدر على ساقه وفخذه، ويصلي كذلك وصلاته صحيحة تامة، ولو تغوط وبال وهو يصلي لم يضره، فضلًا عن أن يفسو أو يضرط، ويقولون: إن الصلاة بالجنابة والبول والغائط أفضل من الصلاة بالطهارة، لأنها حينئذ أبعد من صلاة المسلمين واليهود، وأقرب إلى مخالفة الأمتين، ويستفتح الصلاة بالتصليب بين عينيه.
وهذه الصلاة رب العالمين برئ منها، وكذلك المسيح وسائر النبيين، فإن هذه بالاستهزاء أشبه منها بالعبادة، وحاشى المسيح أن تكون هذه صلاته، أوصلاة أحد من الحواريين، والمسيح كان يقرأ في صلاته ما كان الأنبياء وبنوا إسرائيل يقرؤنه في صلاتهم من التوراة والزبور، وطوائف النصارى إنما يقرؤن في صلاتهم كلامًا قد لحنه لهم الذين يتقدمون ويصلون بهم، يجري مجرى النوح والأغاني. فيقولون: هذا قداس فلان، وهذا قداس فلان. ينسبونه إلى الذين وضعوه، وهم يصلون إلى الشرق، وما صلى المسيح إلى الشرق قط، وما صلى إلى أن توفاه الله إلا إلى بيت المقدس، وهي قبلة داود والأنبياء قبله، وقبلة بني إسرائيل.
والمسيح اختتن، وأوجب الختان، كما أوجبه موسى وهارون والأنبياء قبل المسيح.
والمسيح حرّم الخنزير، ولعن آكله، وبالغ في ذمه، والنصارى تقر بذلك، ولقي الله ولم يطعم من لحمه بوزن شعيرة، والنصارى تتقرب إليه بأكله.
والمسيح ما شرع لهم هذا الصوم الذي يصومونه قط، ولا صامه في عمره مرة واحدة، ولا أحد من أصحابه، ولا صام صوم العذارى في عمره، ولا أكل في الصوم ما يأكلونه، ولا حرم فيه ما يحرمونه، ولا عطل السبت يومًا واحد حتى لقي الله، ولا اتخذ الأحد عيدًا قط، والنصارى تقر أنه رقى مريم المجد الأنسية، فأخرج منها سبع شياطين، وأن الشياطين قالت له: أين نأوي؟، فقال لها: اسلكي هذه الدابة النجسة، يعني: الخنزير.
فهذه حكاية النصارى عنه، وهم يزعمون أن الخنزير من أطهر الدواب وأجملها.
والمسيح سار في الذبائح والمناكح والطلاق والمواريث والحدود سيرة الأنبياء قبله.

.الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم ويطيب لهم نساءهم:

وليس عند النصارى على من زنا أو لاط أو سكر حد في الدنيا أبدًا، ولا عذاب في الآخرة، لأن القس والراهب يغفره لهم، فكلما أذنب أحدهم ذنبًا أهدى للقس هدية أو أعطاه درهمًا أو غيره ليغفر له ربه!!، وإذا زنت امرأة أحدهم بيّتها عند القس ليطيبها له، فإذا انصرفت من عنده وأخبرت زوجها أن القس طيبها قبل ذلك منها وتبرك به!.

.المسيح لم يفوض الأساقفة والبتاركة في التشريع:

.مناقضة النصارى لليهود:

وهم يقرون أن المسيح قال: إنما جئتكم لأعمل بالتوراة وبوصايا الأنبياء قبلي، وما جئت ناقضًا بل متممًا، ولأن تقع السماء على الأرض أيسر عند الله من أن أنقض شيئًا من شريعة موسى، ومن نقض شيئًا من ذلك يدعى ناقضًا في ملكوت السماء.
وما زال هو وأصحابه كذلك إلى أن خرج من الدنيا، وقال لأصحابه: اعملوا بما رأيتموني أعمل، وارضوا من الناس بما أرضيتكم به، ووصوا الناس بما وصيتكم به، وكونوا معهم كما كنت معكم، وكونوا لهم كما كنت لكم.
وما زال أصحاب المسيح بعده على ذلك قريبًا من ثلاثمائة سنة، ثم أخذ القوم في التغير والتبديل، والتقرب إلى الناس بما يهوون، ومكايدة اليهود ومناقضتهم بما فيه ترك دين المسيح، والانسلاخ منه جملة.
فرأوا اليهود قد قالوا في المسيح: أنه ساحر مجنون، ممخرق، ولد زنية. فقالوا: هو إله تام، وهو ابن الله!!. ورأوا اليهود يختتنون فتركوا الختان!!.